للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالإساءة إلى هؤلاء حرام، ومن أشد ما يكون الإساءة إلى الوالدين، ثم ذوي القربى، ثم اليتامى، ثم المساكين، ثم الجيران، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده! لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه" (١) يعني: ظلمه وغشمه، فنفى الإيمان عن الشخص الذي لا يأمن جاره بوائقه، فكيف بمن أصابته بوائق جاره فذلك يكون أشد، نسأل الله السلامة.

١٩ - عناية الله سبحانه بعباده، من وجوه في هذه الآية: أولًا: من جهة القيام بحق الوالدين والقرابات.

وثانيًا: من جهة جبر النقص الذي يحصل على بعض الناس مثل المساكين واليتامى.

وثالثاً: أن حسن الجوار سبب للإلتحام وللإلتئام بين الناس وعدم الكراهية والبغضاء، ولهذا يوجد في وقتنا أن كثيرًا من الجيران لا يعرف جاره ولا يدعوه في المناسبات، ولا يرسل إليه الهدايا، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك" (٢)، وهذا مع الأسف غير موجود، مع أن فيه فائدة اجتماعية عظيمة، فهو من عناية الله بالخلق.

٢٠ - أن الله تعالى أرحم بالإنسان من أولاده، ويؤخذ من قوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} حيث أمر الولد أن يحسن إلى والده، وهذا يدل على أن الله أرحم بالإنسان من أولاده، كما أن قول الله


(١) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم إيذاء الجار (٤٦) عن أبي هريرة.
(٢) رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب الوصية بالجار والإحسان إليه، حديث رقم (٢٦٢٥) عن أبي ذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>