جاره" (١)، فعلق الرسول - صلى الله عليه وسلم - كمال الإيمان على إكرام الجار، والإكرام ضد الإهانة.
١٤ - الأمر بالإحسان إلى الصاحب بالجنب: الزوجات والأصحاب في السفر، لقوله:{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}.
ويمكن أن نقول ما قلنا فيما سبق في الأوصاف ولا شك، فالنساء - أعني: الزوجات - تختلف صحبتهن لأزواجهن، وكذلك المسافرون أصحاب السفر تختلف صحبته معك في السفر، فكل من كان أقوم بهذه الصحبة كان أحق بالإحسان.
١٥ - الأمر بالإحسان إلى ابن السبيل؛ لأن الغالب أنه يكون محتاجًا، وإذا قدر انتفاء حاجته بغناه فإنه يكون غريبًا في البلاد، والغريب يحتاج إلى عناية؛ فيحتاج إلى من يدله على الطريق، وإلى من يدله على ما فيه مصالحه، فهو في حاجة.
١٦ - الأمر بالإحسان إلى ما ملكت الأيمان، لقوله:{وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي: من آدمي أو حيوان؛ لأنه كله ملك لأيماننا.
١٧ - جواز التعبير بالبعض عن الكل، لقوله:{وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، والمراد ما ملكتم؛ لكن هذا شيء معلوم.
١٨ - تحريم الإساءة إلى من ذُكر، وجهه: أن الأمر بالشيء نهي عن ضده، فإذا كان الله تعالى أمر بالإحسان إلى هؤلاء
(١) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فلا يؤذ جاره، حديث رقم (٥٦٧٣)؛ ومسلم، كتاب الإيمان، باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت إلا عن الخير .. ، حديث رقم (٤٨) عن أبي شريح العدوي.