للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفائدة إعادة حرف الجر {وَبِذِي الْقُرْبَى} الإشارة إلى أن الإحسان إلى القرابة مستقل، بمعنى أنه لو فرض أن الرجل ليس له والدان فحق القرابة ثابت، ولا نقول: إن حقهما مبني على حق الوالدين تابع له؛ لأن الوالدين قد يكونان ميتين، فحق القرابة باق.

١٠ - أن الأقرب فالأقرب أولى بالإحسان، ويؤخذ من أن الله قدم الوالدين وهما أقرب القرابات، فقياسًا على ذلك نقول: من كان أقرب من بقية القرابات فهو أحق، هذا وجه، والوجه الثاني: أن المعلق على وصف يقوى بقوة ذلك الوصف ويضعف بضعف ذلك الوصف، والحكم هنا معلق على القرابة، فكل من كان أقرب كان حقه أوكد، فصارت الدلالة على أننا نقدم الأقرب فالأقرب من وجهين: الوجه الأول قياسي، والثاني معنوي.

١١ - الأمر بالإحسان إلى الأيتام، لقوله: {وَالْيَتَامَى}، والإحسان إلى الأيتام يكون بالمال ويكون بالقول ويكون بالفعل.

١٢ - الأمر بالإحسان إلى المساكين، لقوله: {وَالْمَسَاكِينِ}، ونقول في المساكين كما قلنا في القربى بأن من كان أشد مسكنة كانت الوصية به أوكد؛ لأنه علق على وصف، أما اليتيم فلا يتنوع؛ لأن اليتم واحد، يعني أن من له أربع عشرة سنة ومن له سنة واحدة فهما سواء في اليتم.

١٣ - الأمر بالإحسان إلى الجار سواء كان قريبًا أم بعيدًا، لقوله تعالى: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ}، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم

<<  <  ج: ص:  >  >>