قسيمًا للتسمية، ولا نوعًا من التسمية، لكن معنى الحديث:"سميت به نفسك وأنزلته في كتابك وعلمته أحدًا من خلقك، واستأثرت به في علم الغيب عندك" فالآية معناها والله أعلم: "أو على سفر وجاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء".
وقوله:{أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} الغائط: المكان المطمئن المنخفض من الأرض، وعبر به عن الخارج المستقذر وهو البول والغائط؛ لأنهم كانوا فيما سبق ليس عندهم كنف ولا حمامات، وإنما يخرج الإنسان إلى البر، فيختار مكانًا مطمئنًا من أجل أن يقضي حاجته، فحال الناس في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، البيوت ليس فيها بيوت خلاء، ولا مراحيض إلا فيما بعد، وكان الناس ينتابون المكان المنخفض لقضاء الحاجة، والمكان المنخفض يسمى غائطًا، أي: نازلًا، وفي اللغة العامية يقولون: ماء غويط، ومعناه: نازل منقعر.
قوله:{أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} وفي قراءة: "لَمَسْتُم"، اختلف المفسرون في معناهما على قولين: القول الأول: أن معناهما واحد فالمراد الجماع، وقيل: لامستم للجماع، ولمستم لمجرد اللمس، ولكن الصحيح أن معناهما واحد، ولكن الفرق بينهما أن اللمس من جانب واحد، والملامسة من جانبين؛ كالقتل من جانب واحد، والمقاتلة من جانبين.
والمراد باللمس: الجماع، وإنما اخترنا ذلك من أجل أن تكون في مقابل قوله:{أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} الذي فيه
= باب الأدعية، حديث رقم (٩٧٢)؛ والحاكم (١/ ٦٩٠)؛ وأبو يعلى في مسنده (٥٢٩٧).