للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {فِي شَيْءٍ} نكرة في سياق الشرط، فتكون للعموم، فأي شيء يُتنازع فيه فإنه يُرد إلى الله والرسول.

وقوله: {إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} قوله: {إِلَى اللَّهِ} لا يمكن أن يقول قائل: أننا نذهب إلى الله عزّ وجل، ونتحاكم عنده أو نرد الشيء إليه، ولكن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، أما إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو الرد إليه شخصيًا في حياته، وإلى سنته بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} هذه جملة شرطية يراد بها الإغراء والحث؛ أي: إن كنتم صادقين في الإيمان بالله واليوم الآخر فامتثلوا هذه الأوامر: طاعة الله، وطاعة الرسول، وأولي الأمر، والرد عند التنازع إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: {كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ} الإيمان بالله يتضمن: الإيمان بوجوده، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته.

وقوله: {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} أي: الإيمان بكل ما يكون بعد الموت، سواء في البرزخ أو بعد قيام الساعة، وإنما نص الله على اليوم الآخر لأنه اليوم الذي يقع فيه الجزاء، واليوم الذي يقع فيه الجزاء لا بد أن يحسب له الإنسان حسابه؛ خوفًا من أن يجازى بالسوء في يوم القيامة.

قوله: {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}: المشار إليه كل ما سبق من طاعة الله وطاعة رسوله وأولي الأمر، والرد إلى الله ورسوله عند التنازع؛ {ذَلِكَ خَيْرٌ} أي: في الحال والحاضر، {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}؛ أي: أحسن مآلًا وعاقبة، فامتثال هذه الأوامر الأربعة يحصل به الخير في الحاضر والخير في المستقبل، وكل إنسان لا يسعى إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>