قوله:{وَالنِّسَاءِ} معطوفة على {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} أو معطوفة على الرجال، فإذا قلنا: إنها معطوفة على الرجال فالمعنى: أن النساء ينقسمن إلى قسمين: قسم مستضعف، وقسم غير مستضعف، والمراد بالآية: القسم المستضعف، وإذا قلنا: إنها معطوفة على المستضعفين صار النساء لا ينقسمن إلى قسمين، بل هي قسم واحد، والمعنى: أن المرأة لا يلزمها أن تهاجر، ولكن المعنى الأول أحسن؛ لأن من النساء من هاجرت، ولم تبق في دار الذل والهوان.
وقوله:{وَالْوِلْدَانِ} هذا هو الذي يمكن أن نقول: إنه معطوف على قوله: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} وذلك لأن الولدان لا يستطيعون الهجرة، ولا يستطيعون الخروج، وهم في هذه الأماكن مظلومون لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلًا، فواجب علينا أن نقاتل في سبيل الله سبحانه، وفي هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.
قوله:{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا}{الَّذِينَ} صفة لكل ما سبق، من المعطوف والمعطوف عليه.
وقوله:{يَقُولُونَ} أي: يقول كل واحد منهم، أو يقولون على معنى الجملة، وإن لم يكن هذا القول صادرًا من كل واحد، وذلك لأن الجماعة الذين على هدف وطريق واحد يكون قول القائل منهم قولًا للجميع.
قوله:{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} المشار إليه القرية التي هم ساكنوها، وباقون فيها وهي مكة؛ لأن قريشًا كانت تسوم من يؤمن سوء العذاب.