للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} الظالم هنا نعت لاسم الإشارة: {هَذِهِ}، ولكن كيف يكون نعتًا والمعنى قائم بغير المنعوت؟ لأنه قال: {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} ولم يقل: الظالمة، والجواب عن هذا أن يقال: النعت نوعان: حقيقي وسببي:

فالحقيقي: ما عاد فيه الوصف على المنعوت، كما تقول: مررت بزيد الفاضل، فهنا "الفاضل" وصف عائد على زيد.

والسببي: ما كان الوصف فيه عائدًا إلى غير المنعوت لكن له به علاقة، كما لو قلت: مررت بزيد الفاضل أبوه، فهنا الفضل لا يعود على زيد، بل يعود على أبيه، لكن له به علاقة وارتباط، ولهذا أضيف إليه فقيل: أبوه، فالضمير في "أبوه" عائد على زيد، و {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} من هذا الباب، النعت فيه سببي، وعلى هذا فنقول: الظالم اسم فاعل صفة لهذه، وأهلها: فاعل للظالم، وأهل مضاف، و"ها" مضاف إليه.

وقوله: {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} المراد الظلم الذي هو العدوان على حق هؤلاء المؤمنين، وما هو أعم كظلمهم بالشرك والعدوان أيضًا، فأهل هذه القرية ظالمون في حق الله لإشراكهم به، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣]، وهؤلاء ظالمون بالنسبة إلى اعتدائهم على هؤلاء المؤمنين، حيث كانوا يؤذونهم ويسومونهم سوء العذاب.

قوله: {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} "الواو" حرف عطف، وقوله: {وَاجْعَلْ} معطوف على {أَخْرِجْنَا}، يعني ويقولون أيضًا: {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ} أي: من عندك {وَلِيًّا} يعني: يتولانا

<<  <  ج: ص:  >  >>