وقوله:{فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أي: في دينه وشرعه؛ أي: من أجله، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن القتال في سبيل الله هو قتال من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهذا هو القتال في سبيل الله، وما عدا ذلك فليس في سبيل الله.
قوله:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} هذه الجملة أيضًا مكونة من مبتدأ وخبر، المبتدأ قوله:{الَّذِينَ} والخبر جملة {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}.
والطاغوت: صيغة مبالغة من الطغيان، فالتاء فيها كالتاء في قوله:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}[النحل: ١٢٠] للمبالغة، وكما يقولون: فلان علَّامة، التاء أيضًا للمبالغة، وعلى هذا فيكون آخر أصول الكلمة هي الواو في الطاغوت، وأما التاء فهي مزيدة للمبالغة.
والطاغوت يعرف بذكر المقابل، فالطاغوت هو في مقابل من يقاتل في سبيل الله، فكل من قاتل في غير سبيل الله فهو مقاتل في الطاغوت، سواء قلنا: إنه الشيطان، أو أولياء الشيطان، أو العصبية أو غير ذلك، المهم أننا نفهم أن المراد بالطاغوت هو ما كان لغير سبيل الله، وفهمنا هذا من المقابلة.
وقد ذكرنا قاعدة مفيدة في هذا: أن الشيء قد يعرف بمعرفة