للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقابله، وذكرنا أن منه قوله تعالى: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} [النساء: ٧١].

وقوله: {الطَّاغُوتِ} يعني: كل ما تجاوز به الإنسان حده، فإنه طغيان وطاغوت.

قوله: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} الفاء: للتفريع على ما سبق؛ أي: قاتلوا أيها المقاتلون! في سبيل الله أولياء الشيطان الذين اتخذوا الشيطان وليًا فغرهم وأضلهم، وهم الذين يقاتلون لا لتكون كلمة الله هي العليا.

قوله: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} لما أمر بقتال أولياء الشيطان بيَّن أنهم مغلوبون، وأن المقاتل لأولياء الشيطان غالب، يؤخذ هذا التعليل من قوله: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، وإذا كان ضعيفًا فإنه لا مقاومة منه للحق، وإذا كان كيد الشيطان ضعيفًا وهو الذي يأتي به مكرًا وخديعة فما كان صريحًا فهو من باب أولى.

والشيطان له مكائد للإنسان، لكنه ضعيف، فإذا ذُكر الله خنس، وإلا فهو يكيد حتى في غير القتال، يكيد للإنسان في العبادات، فيأتيه أولًا من باب التهاون بالعبادة فيهونها عليه، ويقول: إذا تركت هذا مرة تفعله المرة الأخرى، ثم إذا أراد وهمَّ بها في المرة الأخرى أيضًا وسوس له وثبطه.

ويهون عليه المعصية ويقول: هذه المعصية بسيطة ولا يراك أحد، وليس عندك أحد، ليس عندك إلا الله، والله غفور رحيم، وما أشبه ذلك، فيهونها عليه كيدًا ويزينها، ولكن مع ذلك فكيده ضعيف؛ لأنه لا يقاوم الحق أبدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>