للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلًا فى الحقيقة، كما قال تعالى: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنفال: ٣٤].

٨ - جواز دعاء الإنسان ربه أن يخرجه من القرية الظالم أهلها، لقوله: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} وإذا كان له قدرة فليخرج.

ولكن هل المراد: بـ {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} الذين اعتدوا علينا أو: الظَّالِمِ أَهْلُهَا} الذين اعتدوا على حق الله؟

الجواب: الظاهر الأول، يعني: أن الإنسان لا يجوز أن يدعو الله أن يخرجه من البلد إلا إذا كان أهلها قد ظلموه، بمنعه عن دينه وعن إقامته، أما إذا كانوا ظالمين أنفسهم ولكنهم لا ينالون مسلمًا بسوء فإنه لا تجب الهجرة، ولا ينبغي أن يدعو الله أن يخرج منها، إلا إذا خاف على دينه.

٩ - أن للإنسان أن يطلب من الله تعالى وليًا من عنده، لقوله {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} ولا يقال: إنه لا بد أن تقول: اللهم تولني، فأنت إما أن تدعو الله بأن يتولاك أو أن ييسر لك وليًا، وكذلك يقال في قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا}.

١٠ - بيان علو همة هؤلاء حيث قالوا: {مِنْ لَدُنْكَ} في الولي ومن لدنك في النصير؛ لأن الولي إذا جاء من عند الله وكذلك النصير فهذا هو الذي ينفع، أما الولي الذي لا يأتي من عند الله عزّ وجل وإنما حملته الحمية والعصبية فهذا قد ينفع، وقد لا ينفع.

١١ - التوسل بالربوبية لقوله: "ربنا" وهذا من أنواع التوسل بالصفات، وأكثر ما يكون الدعاء إذا كان فيه توسل

<<  <  ج: ص:  >  >>