للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} أي: فعليه - أي: على القاتل - دية مسلمة إلى أهله؛ أي: أهل المقتول.

والمراد بالأهل في الموضعين الورثة؛ لأن الورثة هم الذين يرثون ما خلفه الميت، والدية من مخلفات الميت.

وقوله: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} أي: من لم يجد الرقبة، إما أن تكون الرقاب معدومة، وإما أن يكون ثمنها معدومًا، ولهذا جاءت الآية الكريمة {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} ولم يذكر المفعول ليكون ذلك أشمل وأعم؛ أي: فمن لم يجد الرقبة أو لم يجد ثمنها قوله: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} أي: فعليه صيام، وعلى هذا فيكون {فَصِيَامُ} مبتدأ، والخبر محذوف والتقدير: فعليه، وقوله: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} يعني: يتبع بعضهما بعضًا بحيث لا يفطر بينهما.

وقوله: {تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ} هذه مصدر لفعل محذوف؛ أي: يتوب بذلك توبة إلى الله، والتوبة إلى الله هي: الرجوع إليه من معصيته إلى طاعته، وسيأتي أن لها شروطًا.

وقوله: {مِنَ اللَّهِ} أي: أن ما شرعه الله من هذه الأحكام هي توبة منه على عبده، وإلا لو شاء لشق علينا, ولكان الواجب بقتل الخطأ أكبر من ذلك.

وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} {كَانَ} فعل ماض ناسخ، ولفظ الجلالة اسمها، وقوله: {عَلِيمًا} خبرها، و {حَكِيمًا} خبر ثانٍ، ولا يصح أن يكون صفة؛ لأن الضمير لا يوصف ولا يوصف به، وعلى هذا فيتعين أن نعربها على أنها خبر ثانٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>