وقوله:{وَدِيَةٌ} معطوفة على "تحرير"، يعني: وعليه {دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} ولم يبين الله عزّ وجل من يسلمها، بل قال:{مُسَلَّمَةٌ} بالبناء للمفعول.
وقوله:{إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} مستثنى من قوله: {وَدِيَةٌ}، يعني: وعليه دية مسلمة إلى أهله {إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} أي: يتصدقوا على من وجبت عليه الدية بإسقاطها، وبالعفو عنه تسقط، والمراد بالتصدق هنا: العفو والإسقاط؛ وليس المراد البذل، بل الإسقاط.
وقوله:{إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} أصلها إلا أن يتصدقوا, ولكن أدغمت التاء بالصاد فصارت {إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا}.
وقولهه:{فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}{فَإِنْ كَانَ} الضمير يعود على المقتول، وهو اسم كان، وقوله:{وَهُوَ مُؤْمِنٌ} جملة في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في قوله: {كَانَ} يعني: والحال أنه مؤمن.
وقوله:{وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ}{إِنْ كَانَ} الضمير يعود على المقتول وقوله: {مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} أي: عهد، وسمى العهد ميثاقًا؛ لأنه بمنزلة الحبل يوثق به المأسور، إذ إن العهد رباط بين المتعاهدين؛ بحيث لا يجرؤ أحدهما على الآخر، ولا يعتدي أحدهما على الآخر.
وقوله:{مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} هؤلاء القوم كفار؛ لأن المؤمنين قد ذكروا في الأول.