للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقرب الأجل لا بالنسبة للعمل، لكن معناه: أنه يعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى عليه إلا شيء يسير فيموت، وليس المراد حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع للوصول إليها بعمله؛ لأن الحديث هذا مقيد بالحديث الآخر: "ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار" (١).

وأيضًا لا يمكن أن الله سبحانه يخذل عبدًا قام بعبادته إلى أن يبقى عليه ذراع واحد ثم يخذله فيسيء خاتمته، فهذا ينافي كلام الله عزّ وجل ورحمته، فإذا قررنا هذا التقرير بأن المعنى يكون بينه وبينها ذراع بالمدة لا بالعمل تبين أن الأعمال بالخواتيم.

٤ - توبيخ أولئك القوم الذين يموتون وهم ظالمون لأنفسهم، توبخهم الملائكة: {قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ}، وقد سبق في التفسير معنى قوله: {فِيمَ كُنْتُمْ}.

٥ - وجوب الهجرة، وأن من لم يهاجر فإنه يموت وقد ظلم نفسه، ولكن وجوب الهجرة مشروط بشروط منها: أولًا: القدرة، لقوله في الآية الكريمة التي بعد هذه الآية: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ} [النساء: ٩٨]؛ ولأن القاعدة العامة العظيمة العميقة فى الشريعة الإسلامية: أنه لا واجب مع العجز، لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: ١٦]، فيشترط لوجوب الهجرة القدرة.


= آمه ... ، حديث رقم (٢٦٤٣) عن ابن مسعود.
(١) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب لا يقول فلان شهيد، حديث رقم (٢٧٤٢)؛ ومسلم، كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وإن من قتل نفسه بشيء عذب به في النار، حديث رقم (١١٢) عن سهل بن سعد الساعدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>