{وَمَنْ يُهَاجِرْ ... يَجِدْ} هذه جملة شرطية، وفعل الشرط قوله:{يُهَاجِرْ}، وجوابه قوله:"يجد"، وإذا كان فعل الشرط مضارعًا وجواب الشرط مضارعًا وجب جزمهما، أما إذا كان فعل الشرط ماضيًا وجوابه مضارعًا فإنه يجوز الرفع، قال ابن مالك:
وبعد ماضٍ رفعك الجزا حسن ... ورفعه بعد مضارع وهم
فيجوز مثلًا من قام يفوز، أما: من يقم يفز فصحيح أيضًا، ومن يقوم يفوز ضعيف.
وقوله:{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فعل الشرط قوله: {يَخْرُجْ}، وجوابه قوله:{فَقَدْ وَقَعَ}، واقترن بالفاء لأن الجواب سبق بـ "قد"، وإذا وقع جواب الشرط مقترنًا بقد وجب اقترانه بالفاء، وضابطه: أنه كما كان الجواب لا يصلح أن يلي أداة الشرط وجب اقترانه بالفاء.
قال ابن مالك:
واقرن بفا حتمًا جوابا لو جعل ... شرطًا لأن أو غيرها لم ينجعل
قوله:{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} لا تفيد الحدوث، والمقصود: تحقيق ثبوتها لله.
يقول الله تعالى:{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} سبق لنا معنى الهجرة، وأنها لغة: بمعنى الترك، وشرعًا: ترك البلاد التي لا يقيم الإنسان فيها دينه إلى بلاد أخرى