يقيم فيها دينه، وعبر عنها بعضهم بقوله: الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام.
وقوله:{فِي سَبِيلِ اللَّهِ}{فِي} للظرفية، وسبيل الله تعالى طريقه، والهجرة في سبيل الله تتضمن شيئين: الإخلاص، والتزام الشريعة؛ لأن من نوى غير الله لم يكن في سبيل الله، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل عن الرجل يقاتل شجاعة وحمية وليرى مكانه، فقال:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"(١).
والثانية: أن تكون ضمن الشريعة لا مخالفة للشريعة.
إذًا: في سبيل الله إخلاصًا واتباعًا.
قوله:{يَجِدْ فِي الْأَرْضِ} الأرض المراد بها هنا: الجنس، يعني: أرض الله عمومًا.
قوله:{مُرَاغَمًا} أي: مهاجرًا يرغم به أعداءه، وبناءً على هذا تكون مراغمًا صفة لموصوف محذوف؛ أي: مهاجرًا مراغمًا، يعني: يراغم بها أعداءه؛ لأن الإنسان إذا خرج من بلاد الكفر التي ضيق عليه فيها إلى بلاد أخرى فإنه يراغم الأعداء، والصحابة رضي الله عنهم لما هاجروا إلى الحبشة أرسلت قريش باسمها من يتكلم فيهم عند النجاشي؛ لأن هذا يراغمهم، ويعرفون أنهم إذا خرجوا ربما يكونون أمة، وهذا هو الذي وقع.
وكما في قصة أبي بصير - رضي الله عنه - حينما هاجر من مكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد صلح الحديبية؛ فإنه لحقه اثنان من المشركين يطلبون من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرده، فلما وصلا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو