للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ} والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والضمير في قوله: {فِيهِمْ} يعود على الصحابة.

قوله: {فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} يحتمل أن يكون المراد: الإقامة التي هي الإعلام بالقيام للصلاة، ويحتمل أن المراد بالإقامة: إقامة أركانها وواجباتها وشروطها وغير ذلك.

وعلى الثاني يكون معنى قوله: {فَأَقَمْتَ} أي: أردت أن تقيم لهم الصلاة.

قوله: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} الفاء هنا رابطة لجواب شرط غير جازم، وعلى هذا فلا يكون للجملة التي بعدها محل من الإعراب؛ لأن جواب الشرط الذي لا يجزم ليس له محل من الإعراب، واللام في قوله: {فَلْتَقُمْ} للأمر، وسكنت لوقوعها بعد الفاء، ولام الأمر تسكن إذا وقعت بعد الفاء أو الواو أو ثم، قال الله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} [الحج: ٢٩]، وفي هذه الآية: {فَلْتَقُمْ} وهو الحرف الثالث الذي إذا وقع قبل لام الأمر سكن لام الأمر، أما لام كي وهي التي للتعليل فإنها مكسورة ولو وقعت بعد هذه الحروف الثلاثة، مثل قوله تعالى: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا} [العنكبوت: ٦٦]، ففي قوله: "ليتمتعوا": لا بد من كسر اللام.

وقوله: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ} {مِنْ} لبيان الجنس، والطائفة هي الفرقة من الناس.

وقوله: {وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ} نقول في قوله: {وَلْيَأْخُذُوا} مثلما قلنا في قوله: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>