والضمير في قوله:{وَلْيَأْخُذُوا} يعود على الذين قاموا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وليس على الطائفة الأخرى.
وقوله:{أَسْلِحَتَهُمْ} السلاح هو ما يقاتل به دفاعًا أو طلبًا، وينقسم إلى أقسام كثيرة: ثقيل، وخفيف ومتوسط، وسلاح يكون من بعيد، وسلاح يكون من قريب، والآية عامة، فيكون المراد: أسلحتهم التي يحتاجون إليها في الدفاع عن أنفسهم، والتي لا تشغلهم عن الصلاة.
وقوله:{فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ} قوله: {فَإِذَا سَجَدُوا} الفاعل يعود على الطائفة باعتبار المعنى؛ لأن الطائفة مفرد، لكن معناها الجمع، كما قال تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}[الحجرات: ٩] ولم يقل: اقتتلتا؛ لأن الطائفة للجمع.
وقوله:{فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ}{سَجَدُوا} أي: أتموا صلاتهم، وخص السجود لأنه أفضل أركان الصلاة، حيث إنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، والمراد بذلك: إذا أتموا صلاتهم قوله: {فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ} أي: من وراء المصلين، وهنا قد يشكل قوله:{مِنْ وَرَائِكُمْ} مع أنه لم يبق بعد إتمام صلاتهم إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لكن باعتبار ما يؤول إليه الأمر، فإن الطائفة الثانية سوف تأتي وتصلي.
وفي قوله:{مِنْ وَرَائِكُمْ} إشارة إلى أن العدو خلفهم وليس أمامهم.
وقوله:{وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ}، قوله:{وَلْتَأْتِ} اللام نقول فيها ما قلنا فيما سبق، وقوله: