قلنا: إنها عائدة على الصدقة والمعروف والإصلاح فإن هذا فعل ولا إشكال فيه؛ لأن المشار إليه بذلك مختلف فيه كما ذكرناه سابقًا.
٩ - إثبات الرضا لله عزّ وجل، لقوله:{ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}، والرضا صفة فعلية؛ لأن كل صفة تتعلق بمشيئة الله إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها فهي صفة فعلية، هذا هو الضابط في ذلك، والرضا متعلق بالأشياء؛ لأن سببه الفعل الذي يرضى به الله، والفعل الذي يرضى به الله تابع لمشيئة الله؛ لأنه من فعل العبد وفعل العبد كائن بمشيئة الله.
إذًا: فالرضا من الصفات الفعلية، وليعلم أن الصفات الفعلية كلها باعتبار الجنس صفات ذاتية، لكن أنواعها وأفرادها هي التي تحدث وتتجدد، أما أصلها وهو الفعل فهو صفة ذاتية، والدليل: أن الله تعالى لم يزل ولا يزال فعالًا، لكن المتجدد هو أنواع الفعل أو آحاد الفعل، فمثلًا: الإستواء على العرش مما حدث نوعه؛ لأننا لا نعلم فعلًا هو الإستواء إلا ما كان خاصًا بالعرش، وما كان خاصًا بالعرش فإنه قطعًا حصل بعد خلق العرش.
والنزول إلى السماء الدنيا؛ هو حادث النوع، وحادث الآحاد أيضًا؛ لأن الله ينزل كل ليلة، والإستواء على العرش مطلق عام، ليس له حد بليلة ولا بيوم ولا بأسبوع ولا بشهر، لكن النزول متجدد؛ لأنه ينزل كل ليلة، فتبين أن صفات الأفعال أصلها ذاتية؛ لأن الله لم يزل ولا يزال فَعَّالًا.