٣ - أن الطاعة تسمى دعاء وعبادة، لقوله:{وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا}.
٤ - أن الشيطان يغوي بني آدم حتى يضلهم إلى هذا الحد، فيجعلهم عبادًا له، وقد سبق لنا الكلام عن كلمة مَرِيد هل هي صفة كاشفة أو صفة مقيدة؟ بمعنى هل الشياطين كلهم مردة، أو أنهم ينقسمون؟ وذكرنا في هذا قولين: يحتمل أنها صفة كاشفة، والمعنى: أن كل شيطان فهو مريد، ويحتمل أنها صفة مقيدة وأن الشياطين ينقسمون إلى مردة وغيرهم.
٥ - أن الله لعن الشيطان، لقوله:{لَعَنَهُ اللَّهُ}.
٦ - التحذير من الإنصياع لأوامر من لعنه الله؛ لأن هذه الجملة كالتعليل لذمهم حينما عبدوا الشيطان.
٧ - أن الشيطان أقسم بأن يتخذ من عباد الله نصيبًا مفروضًا، لقوله:{وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا}.
٨ - إثبات القول للشيطان، وأنه يقول كما أنه يفعل أيضًا، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يأكل ويشرب بشماله، فهو يقول ويفعل ويُمَنِّي ويعد ويضر.
٩ - أن نصيب الشيطان من عباد الله مفروض؛ أي: مقدر لا بد أن يكون، وهذا كقوله تعالى في سورة هود:{وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}[هود: ١١٩].
١٠ - أن الشيطان أقسم قسمًا مؤكدًا أن يضل هؤلاء النصيب الذين فرضوا له، وهذا القسم له مدلوله، فيتفرع عليه أنه