يجب علينا أن نحذر من وساوس الشيطان لأنها كلها ضلال، لقوله:{وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ}.
١١ - أن هذا الإضلال الذي يقع من الشيطان لبني آدم مصحوب بالأمنيات، بمعنى أنه يدخل عليهم الأماني وأنهم ينالون خيرًا، وأن المعاصي لا تضرهم، وأن التوبة قريبة وما أشبه ذلك.
١٢ - الحذر ممن يضلك ويدخل عليك الأماني الكاذبة؛ لأن الضلال كله شر.
١٣ - تحريم قطع آذان الأنعام إذا كانت على الوجه الذي يستعمله أهل الجاهلية، وقد سبق أن أهل الجاهلية يقطعون أذان الأنعام للإشارة إلى أنها محرمة مسيبة، فهل يقال بناءً على ذلك: أن الإنسان لو قطع آذان الأنعام لمصلحة دنيوية فهل يجوز أو لا؟
الجواب: أنه يجوز؛ لأن هذا ليس من أوامر الشيطان.
١٤ - أن الشيطان يأمر بني آدم فيغيرون خلق الله، لقوله:{فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}، وهل المراد تغييرهم خلق الله تعالى بالأنعام أو هو عام؟ الصواب: أنه عام، وقد مر علينا ذلك في التفسير، وأشرنا إلى حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
١٥ - أن الأصل في تغيير خلق الله المنع؛ لأنه من أوامر الشيطان، وقولنا: الأصل احترازًا من تغيير خلق الله الذي أمر الله به؛ كحلق العانة، والشارب، ونتف الإبط وما أشبه ذلك، فإن هذا من التغيير؛ ولكنه مأذون فيه، فلا يدخل في أوامر الشيطان، إذ أن الشيطان لا يأمر إلا بالفحشاء.
وهل من تغيير خلق الله صبغ الشيب بالسواد؟
الجواب: نعم؛ لأن هذا الذي صبغه بالسواد أراد أن يعيد