للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} يعني: يفتيكم فيهن القرآن؛ لأنه كلام الله عزّ وجل، والواو هنا عاطفة لكنها ليست عطف مغايرة؛ وذلك لأن الكتاب هو الطريق الذي نتوصل به إلى معرفة فتوى الله سبحانه، إذ أن الله ليس يتكلم ويفتي؛ ولكنه يتكلم بالقرآن فتكون به الفتوى، فالعطف هنا ليس مغايرة تامة؛ لأن ما في الكتاب هو الوثيقة التي تدلنا على فتوى الله عزّ وجل.

وقوله: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ}، معطوفة على الجملة الأولى، ولا يصح أن تكون معطوفة على لفظ الجلالة؛ لأن الجملة الأولى استكملت بقوله: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}، فيكون ما بعدها جملة معطوفة على جملة، والمراد بالكتاب هنا: القرآن و"أل" فيه للعهد الذهني.

قوله: {فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} أي: في اليتيمة عنده لا يعطيها ما كتب لها، فيأتي الخاطب الكفء الذي يجب أن يعطى ولكنه يمنع، فلا يؤتيهن ما كتب لهن، ويمنع ذلك محاباة لنفسه؛ لأنه يرغب أن ينكحها.

وهنا قال: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنّ} فأي الحرفين نقدر هنا: "في" أم "عن" بمعنى: ترغبون في نكاحهن أو عن نكاحهن؟ نقول: الآية محتملة وهذا من بلاغة القرآن وإيجازه؛ لأنه قد يكون راغبًا عنها فلا يريدها، لكنه لا يريد أن تكون لغيره، وقد يكون راغبًا فيها فلا يريد أن تكون لغيره، فتكون الآية شاملة للأمرين جميعًا.

قوله: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ} يعني: ويفتيكم الله، وما يتلى عليكم في الكتاب؛ في المستضعفين من الولدان، ما حالهم؟

<<  <  ج: ص:  >  >>