للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لثابت: "اقبل الحديقة، وطلقها تطليقة، فقبلها وطلقها" (١).

وقد ذهب إلى هذا بعض العلماء وقال: إنه إذا قالت المرأة: أنا لا أستطيع البقاء مع الزوج إطلاقًا وإن أبقيتموني معه أحرقت نفسي، قالوا: إن القاضي يُلزم الزوج بالطلاق إذا ردت عليه مهره، وهذا القول ليس ببعيد من الصواب، والله تعالى أشار في هذه الآية إلى أن التفرق أولى وأحسن؛ لأن الله وعد به خيرًا.

٢ - رحمة الله عزّ وجل بعباده، وأن المرأة والرجل إذا انكسرا بالفراق بينهما جبرهما الله عزّ وجل بالإغناء فيغني كلًا من سعته.

٣ - سد باب اليأس من رحمة الله، حيث قال: {مِنْ سَعَتِهِ} ولم يقل: يغني كلًا فقط. بل قال: {مِنْ سَعَتِهِ} إشارة إلى أن فضل الله واسع، وأن لا تيأس حتى لو استبعدت أن الله يبدلك بخير منها، أو أن الله يبدلها بخير من زوجها، فلا تستبعد؛ لأن الله سيغنيك من سعته.

٤ - أن الله تعالى واسع وحكيم، لقوله: {وَكَانَ اللهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} وهذه من حكمته.

٥ - إن هذه السعة التي وعد الله تعالى بالإغناء منها مبنية على حكمة، وكأن هذا - والله أعلم - إشارة إلى أنه لو تخلف هذا الموعود، فإنه لن يتخلف إلا لحكمة، وأحيانًا يمنع الله سبحانه الإنسان ما يحب لمصلحة عظيمة، فأحيانًا يبتليه بما يملأ قلبه غمًا وهمًا دائمًا، لكن لحكمة عظيمة ..


(١) رواه البخاري، كتاب الطلاق، باب الخلع وكيفية الطلاق فيه، حديث رقم (٤٩٧١) عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>