للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي أن هذا الذي يصيب الإنسان من هم وغم وفوات محبوب كله يكفر الله به عنه، ونحن نعلم أن الدنيا تمضي، وينسى الإنسان ما حصل له، لكن يجد أجره وثوابه عند الله عزّ وجل.

ولهذا لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الحمى تكفر الذنوب، فقال له أحد الصحابة: يا رسول الله! ولكن إذا ابتليت بحمى - يعني: لا تمنعني عن الصلاة مع الجماعة ولا فعل الخير .. فهل يكفر الله بها عني - قال: "نعم" (١)، فسأل الله عزّ وجل أن يبتليه بحمى لكنها لا تمنعه من صلاة ولا صيام ولا خير؛ لأجل أن تكفر عنه، ولكن هذا اجتهاد، والأولى أن تسأل الله العافية، فإن العافية أوسع من العقوبة بلا شك.

لكن على كل حال: إنه إذا تخلف الموعود فإننا نعلم أنه تخلف لحكمة عظيمة، قد يجد الإنسان ثمراتها في المستقبل، إما في الدنيا وإما في الآخرة.

٦ - إثبات الحكمة لله عزّ وجل، ويتفرع على هذا فائدة عظيمة مسلكية منهجية، وهي الرضا بقضاء الله وشرع الله، ترضى لأنك تعلم أن هذا عن حكمة، حتى وإن كان فيه فوات مالك أو ولدك، فاعلم أنه لحكمة، وأنت إذا آمنت بهذا فسوف تسهل عليك كل مصيبة، إذا علمت أن ما أصابك من الله، وأن الله ذو حكمة عظيمة فيما يقدر.

* * *


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ٢٢٦) برقم (٥٤١)، وفي الأوسط (١/ ٤٥١) برقم (٤٥٢)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٤١٧)؛ رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه وهما مجهولان كما قال ابن معين، قلت: ذكرهما ابن حبان في الثقات. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (٣٤٤٤) حسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>