للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القريب والولد والوالد، ولو كانوا من أفسق عباد الله.

١٠ - تحريم ما يسمى بالإشتراكية؛ لأن دعاة الإشتراكية - والحمد لله أنها خمدت نارهم - يقولون: إننا نريد أن نرحم الفقير، فنأخذ من مال الغني ونعطيه الفقير رحمة به، فيقال: إن الله أولى به منكم، والله عزّ وجل له الحكمة في جعل الناس بعضهم فقير وبعضهم غني، وقد أشار الله إلى ذلك في قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} [الزخرف: ٣٢] أي: يسخر بعضهم بعضًا؛ لأنه لو كان الناس على حد سواء ما استقامت الأمور، فمن يبني لك بيتك إذا كان الناس كلهم أغنياء؟ ! ومن يبني لك بيتك إذا كانوا كلهم فقراء؛ لأنك ليس عندك شيء تبني به، فالله عزّ وجل له الحكمة في اختلاف الطبقات، لكن مع ذلك لم يضيع حق الفقير، فأوجب الزكاة، وأوجب دفع الضرورة، وأوجب النفقة على الأقارب، وأوجب النفقة على الأزواج، وما أشبه ذلك، وهذا كله يسد حاجات كثير من الفقراء.

١١ - تحريم اتباع الهوى الذي يخالف العدل، {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا} والهوى لا يذم مطلقًا ولا يحمد مطلقًا، فإذا كان الهوى تبعًا لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو محمود، وإذا كان مخالفًا له فهو مذموم، ولهذا قال: {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا} أي: كراهة أن تعدلوا.

١٢ - التحذير من الجور، لقوله: {أَنْ تَعْدِلُوا} وهذا يشمل كل موضع يتعين فيه العدل، فيكون - مثلًا - العدل بين الأولاد في العطية وغير العطية، حتى كان السلف يعدلون بين أولادهم في

<<  <  ج: ص:  >  >>