للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ثم يقول: {آمِنُوا} والأمر بالحاصل لغو، وخطابهم بالإيمان ثم أمرهم، فهذا أمر بشيء حاصل؟

فيقال: هذا الفهم خطأ، فالمراد بقوله: {آمِنُوا} أي: حققوا إيمانكم واثبتوا عليه، فيكون الأمر بالإيمان في قوله: {آمِنُوا} أمرًا بأمرين:

الأول: تحقيق الإيمان؛ أي: الحرص على تكميله، من كل وجه.

والثاني: الثبات عليه؛ لأنه كم من مؤمن يزل ويقصر.

وقوله: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} المراد بالرسول هنا: محمد عليه الصلاة والسلام، بدليل ما يأتي بعده.

والإيمان بالله ذكرناه فيما سبق، ولا حرج أن نعيده، الإيمان بالله يتضمن أمورًا أربعة:

١ - الإيمان بوجوده.

٢ - الإيمان بربوبيته.

٣ - الإيمان بألوهيته.

٤ - الإيمان بأسمائه وصفاته.

ومن أنكر واحدًا منها فإنه لم يؤمن بالله.

والإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام، يتضمن الإيمان بأنه رسول الله حقًا وأنه جاء بالحق، فيصدقه فيما أخبر، ويمتثل أمره فيما أمر، وينزجر عما نهى وزجر.

قوله: {وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ} المراد به هنا: القرآن: وعبر عنه بقوله: {نَزَّلَ}؛ لأنه ينزل شيئًا فشيئًا، كما قال

<<  <  ج: ص:  >  >>