للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: لكن الذي ينبغي أن يكون المبعوث على رأس المائة رجلًا مشهورًا معروفًا مشارًا إليه في كلّ فنّ من هذه الفنون، فإذا حمل تأويل الحديث على هذا الوجه كان أولى وأشبه بالحكمة.

قال: وقد كان قبل كلّ مائة أيضًا من يقوم بأمور الدّين، وإنّما المراد بالذكر من انقضت المائة وهو حيّ عالم مشهور مشار إليه. انتهى كلام ابن الأثير.

وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في كتابه (١) البداية والنهاية: قد ذكر كلّ طائفة من العلماء في رأس كلّ مائة سنة عالمًا من علمائهم، ينزّلون هذا الحديث عليه، وقال طائفة من العلماء: بل الصَّحيح أنَّ الحديث يشمل أكثر من واحد ممَّن يقوم بفرض الكفاية في الأقطار.

وقال الحافظ ابن حجر في مناقب الشافعي: حمل بعض الأئمَّة "من" في الحديث على أكثر من الواحد، وهو ممكن بالنِّسبة لرواية "مَنْ"، لكن الرواية التي بلفظ: "رجل" أصرح في إرادة الواحد، من الرّواية التي جاءت بلفظ "من" الصلاحية "من" للواحد فما فوقه) (٢).

قال: ولكن الذي يتعيّن فيمن تأخّر، الحمل على أكثر من الواحد، لأنَّ في الحديث إشارة إلى أن المجدّد المذكور يكون تجديده عامًّا في جميع أهل ذلك العصر، وهذا ممكن في حقّ عمر بن عبد العزيز جدًّا، ثمَّ في حقّ الشافعي، أمَّا من جاء بعد ذلك فلا يعدم من يشاركه في ذلك.

وقال الحافظ زين الدين العراقي في نظم له:

والظن أنّ الثامن المهدي من ... ولد النبي أو المسيح المهتدي

فالأمر أقرب ما يكون فذو الحجى ... متأخّر وليسود غير مسود

وقال الإمام بدر الدِّين الأهدل في الرّسالة المرضيّة في نصرة مذهب


(١) في أ: "كتاب".
(٢) في ج: "لصلاحيته للواحد فما فوقه".

<<  <  ج: ص:  >  >>