للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واليهود يزفّون ويضربون، فنظرت فإذا هو ابن صيّاد فدخل المدينة فلم يعد حتى الساعة. وفي مسند أحمد بسند صحيح عن أنس أنّ الدَّجال يخرج من يهودية أصبهان وهي قرية من قراها سمّيت يهودية لأنَّها كانت تختصّ بسكنى اليهود.

(وخبّأ له {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}) قال أبو موسى المديني: السرّ في كونه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خبَّأ له هذه الآية، الإشارة إلى أن عيسى يقتله بجبل الدّخان.

(قال ابن صياد: هو الدّخ) بضمّ المهملة بعدها معجمة، في مسند أحمد من حديث أبي ذر "فأراد أن يقول الدّخان فلم يستطع فقال الدّخ" فقيل كان في لسانه شيء، وقيل إنَّه اندهش فلم يقع من لفظ الدّخان إلَّا على بعضه. وحكى الخطّابي أن الآية كانت حينئذٍ مكتوبة في يدّ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلم يهتد ابن صياد منها إلَّا لهذا القدر الناقص على طريقة الكهنة، قال: ويحتمل أن يكون خبَّأها له في ضميره، وعلى هذا فيقال كيف اطلع ابن صياد أو شيطان على ما في الضمير؟ ويجاب باحتمال أنْ يكون النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تحدَّث مع نفسه أو أصحابه بذلك قبل أن يختبره، فاسترق الشيطان ذلك أو بعضه.

ووهم من فسَّر قوله الدّخ بنبت يكون بين البساتين، وأشدّ وهمًا منه وقع عند الحاكم الزّخ بالزاي المفتوحة بدل الدّال، وفسَّره بالجماع، واتَّفق الأئمة على تغليطه.

(اخسأ فلن تعدو قدرك) أي: لن تتجاوز ما قدّر الله فيك، أو مقدور (١) أمثالك من الكهّان.


(١) في ج: "مقدار".

<<  <  ج: ص:  >  >>