للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سجن من لسان" وقد يكون الفاسق المفسد أحقّ بذلك منه، وروي: "ما شيء في الميزان أثقل من خلق حسن"، ومعلوم أن الصلاة والجهاد أعلى منه، وروي: "خياركم ألينكم مناكب" وقد يوجد ليّن المناكب (١) فيمن غيره أفضل نفسًا ودينًا منه، وإنّما هو كلام عربي يطلق على الحال والوقت وعلى إلحاق الشيء المفضّل بالأعمال الفاضلة وعلى أنّه أفضل من كذا وكذا لا من كلّ شيء غيره. ثمّ بسط الكلام في هذا، إلى أن ذكر خبر ابن مسعود في سؤاله عن أفضل الأعمال وقوله ثمّ ماذا؟ فقال: قد يخرّج هذا على أنّه لم يرد بحرف "ثمّ" الترتيب، وإنّما قيل ثمّ على معنى الذي يحلّ محلّه فيحافظ عليه، وقد قال تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَو إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَو مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧)}، ولم يكن ذلك على معنى تأخير الإيمان عن الإطعام وإنّما كان على معنى أنّ هذا فكّ أو (٢) أطعم وكان مع ذلك من المؤمنين الذين هم أهل الصبر وأهل المرحمة، فكذلك هذا. انتهى.

(قال الخزاعي في حديثه: عن عمّة له يقال لها: أمّ فروة) في رواية الترمذي عن القاسم عن عمّته أمّ فروة، وفي رواية الدّراقطني عن القاسم عن جدّته أمّ فروة.


(١) في ج: "المنكب".
(٢) في ج: "و".

<<  <  ج: ص:  >  >>