للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن عبد الله بن فضالة عن أبيه) ذكر الحاكم (١) أنّه فضالة بن عبيد الأنصاري ووهم في ذلك، قال المنذري: راوي هذا الحديث فضالة بن عبد (٢) الله، ويقال ابن وهب اللّيثي، ويقال الزهراني (٣)، وكذا ذكر المزّي وزاد: ليس له عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سوى هذا الحديث، وأمّا فضالة بن عبيد الأنصاري فله في الصّحيح حديثان، حديث أنّه أتى يوم خيبر بقلادة فيها ذهب وخرز، وحديث الأمر بتسوية القبور، ولا يعلم له ولد اسمه عبد الله.

(وكان فيما علّمني: وحافظ على الصّلوات الخمس، قلت: إنّ هذه ساعات لي فيها أشغال فمرني بأمر جامع إذا أنا فعلته أجزأ عنّي، فقال: حافظ على العصرين، وما كانت من لغتنا، فقلت وما العصران؟ فقال: صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها) قال الخطّابي وغيره: أطلق العصرين على صلاة العصر وصلاة الصبح تغليبًا طلبًا للتخفيف، كقولهم العمران لأبي بكر وعمر، والأسودان للتمر والماء.

وقال الشيخ وليّ الدّين: لا حاجة إلى ادّعاء التغليب لأنّ صاحِبَي الصّحاح والمشارق قالا: العصران الغداة والعشيّ (٤)، وعلى هذا فالصّلاتان واقعتان في نفس العصرين.

قلت: التغليب في اسمي الصلاتين لا في زمانيهما، فإنّ صلاة الصبح لا تسمّى بالعصر شرعًا.

قال الشيخ وليّ الدّين: هذا الحديث مشكل ببادئ الرأي، لأنّ مقتضاه إجزاء صلاة العصر لمن له أشغال (٥)، وقد أوّله البيهقي في سننه بتأويل حسن فقال: كأنّه أراد والله أعلم حافظ عليهنّ في أوائل أوقاتهنّ، فاعتذر


(١) في ب: "الحافظ".
(٢) في ج: "عبيد".
(٣) في ب: "الزهري".
(٤) في ب: "العشاء".
(٥) في ج: "انتقال".

<<  <  ج: ص:  >  >>