للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(من يطع الله ورسوله فقد رشد) بفتح الشِّين، قال القاضي تاج الدِّين (بن) (١) السبكي في الطبقات الكبرى: قرأ الشيخ شهاب الدّين بن المرحَّل على الحافظ جمال الدّين المري، فجرى على لسانه "رشِد" بكسر الشين، فردَّ عليه المزّي "رشَد" بالفتح، وقال له: قال الله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ومراده أن "يفعُل" إنّما يكون مضارعًا لـ"فَعِل" (٢) ولا قائل به هنا، أو "لفَعَل" (٣) وهو المدَّعى. فقال له ابن المرحّل: وكذلك قال تعالى: {فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا}، فسكت المزّي. يعني أنّ "فعلا" بالتحريك إنّما يكون مصدرًا لفعِل بالكسر كفرح فرحًا، قال الشيخ جمال الدّين بن هشام: ورأيت في كتاب سيبويه رشِد يرشَد رشدًا مثل سخط يسخط سخطًا، قال: وهذا عين ما ذكره شيخنا ابن المرحّل فلله درّه قد جاء السماع على وفق قياسه.

قال ابن السبكي: لا يغنيه هذا السماع الغريب و (لا) (٤) القياس في كتب الحديث، لأنّها إنّما تقرأ على جادة اللغة كما وقعت الرواية به، والرواية لم تقع إلَّا على ما قاله المزّي وهو مشهور اللّغة. انتهى.


(١) غير موجود في ج.
(٢) في أ: "يفعل".
(٣) في ج: "يفعل".
(٤) في أ: "لا به".

<<  <  ج: ص:  >  >>