اعتل بمكة، وخاف أن يموت بها:(إنك تبقى حتى ينفع الله بك أقواما، ويضر بك آخرين، لكن البائس سعد بن خولة). يرثى له أن مات بمكة. وقال:(اللهم أتم لأصحابي هجرتهم، ولا تجعلهم مرتدين على أعقابهم).
قلت: وقد يخطر بالبال أن ليس/ من هذا الباب ما يشتريه الرجل بالثمن من غلة أرض قد كان تصدق بها، لأن الذي يشتريه منها غير العين المتصدق بها، والمعنى القائم في النفس من انتزاع إلى أصلها معدوم فيها، وإنما هي شيء حادث من الأصل مستخلف، وقد ابتاع عثمان بن عفان، رضي الله عنه، بئر رومة، فتصدق بها على المسلمي، ثم كانت دلوه مع دلائهم فيها.
فأما إذا تصدق بالشيء لا على سبيل الإحباس لأصله، لكن على البر، والصلة لعين من الأعيان، فإنه يجري مجرى الهبة، فلا بأس عليه في ابتياعه من صاحبه.