٥٢٧/ ٢٣٥٩ - قال أبو عبد الله: حدّثنا عبد الله بن يوسف , قال: حدّثنا الليث , قال: أخبرني ابن شِهاب , عن عُروة , عن عبد الله بن الزُّبير أنه حدّثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي , صلى الله عليه وسلم , في شِراج الحَرَّة التي يسقون بها النخل , فقال الأنصاري: سَرِّح الماء يمر , فأبى ذلك , فاختصماء عند النبي , صلى الله عليه وسلم , للزبير:" اسقِ يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك " , فغضب الأنصاري , فقال: أن كان ابن عمّتك , فتلوّن وجه رسول الله , صلى الله عليه وسلم , ثم قال يا زُبير:" اسقِ , ثمّ احبس الماء حتى يرجع إلى الجَدْر ". فقال الزبير: والله إني لأحسِب هذه الآية نزلت في ذلك: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحَكّموك فيما شجر بينهم} الآية.
شِراج الحَرَّة: مجاري الماء الذي يسيل منها , واحدها شَرج. وفيه من العلم: أن أصل مياه الأودية والسيول التي لا تُملك منابعها , ولم تُستنبط بعمل فيها وحَفر , الإباحة , وأنّ من سَبَق إلى شيء , وأحْرَزَه كان أحق به.