٢٨٨/ ١٣٤٤ - قال أبو عبد الله: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على (أهل) أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال:(إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن).
قوله: أنا فرط لكم. قال الأصمعي: الفرط والفارط المتقدم في طلب الماء، قال: أنا أتقدمكم إليه. يقال: فرَطتُ القوم، وأنا أفرُطُهم، وذلك إذا تقدمهم ليوردهم الماء.
وفيه من العلم أنه قد صلى على أهل أحد بعد مدة، فدل أن الشهيد يصلى عليه، كما يصلى على من مات حتف أنفه، وإليه ذهب أبو حنيفة، وتأولوا الخبر في تركه الصلاة عليهم يوم أحد على معنى اشتغاله عنهم وقلة فراغه لذلك من أمرهم، وكان يوما صعبا على المسلمين، فعذروا بترك الصلاة على قتلاهم.