١٠٩١/ ٥٨٦٥ - قال أبو عبدالله: حدثنا مسدد قال؛ حدثنا يحيى, عن عبيد الله قال: حدثني نافع, عن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من ذهب وجعل فصه مما يلي كفه, فاتخذه الناس, فرمى به, واتخذ خاتمًا من ورقٍ أو فضة.
قلت: لم تكن الخواتم من لباس العرب وإنما هي من زي العجم, فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الله.
فقيل له: إنهم لا/ يقرءون إلا كتابًا مختومًا, فاتخذ خاتمًا واستصنعه من الذهب وذلك أنه أشرف جواهر الأرض وأبقاها على مر الزمان, فلما رأى الناس تتابعوا في اتخاذ الخواتيم منه, رمى به, وحرَّم على الذكور لباس الذهب لما في ذلك من الفتنة وزيادة المؤونة واتخذ خاتما من فضة وكان يجعل فصه مما يلي كفه وذلك أبعد من التزين به وكان له صلى الله عليه وسلم خاتمان من فضة, كان فص أحدهما منها وذلك لكراهته التزين ببعض الجواهر المتلونة ببعض الأصباغ الرائعة المناظر التي تميل إليها النفوس وكان فص الآخر حبشيا, وذلك ما لا بهجة له ولا زينة فيه, ويستحب أن لا يبلغ بوزن الخاتم مثقال من فضة.