قُلتُ: فيه حُجَّةٌ لَمن رَأَى في اللّطمةِ والسَّوطِ ونَحْوهما من الضَّربِ والإيلام, والقِصاصَ على وَجْه التَّحرِّي وإن لم يُوقف على حّدّه, لأن اللُّدُود يتَعذَّر ضَبطُه وتَقديرُه على حدٍّ لايُتَجاوَز.
وفيه دَليلٌ: على أنَّ الشُّركاءَ في الجنَاية يُقَصُّ من كُلّ واحدٍ منهم إذا كانت أفعالُهم لاتَتَمَيَّز كالنَّفَر يَشْتركُون في قَتْل نَفس واحدةٍ, أو قَكْع يَدِ رَجُل, أو ماأَشبه ذَلك مِمَّا لايَتميّز فيه الفِعلُ, ولايتجزَّأُ ولَيسَ كَذلِك الجِنَاية في أخْذِ المَالِ, لأنَّها قد تَتَبعَّضُ/وتَتَجزَّأُ, فلو أن جَماعة اشتركُوا في سَرِقَة رُبعْ دينارٍ لم يُقْطَعُوا ما لم يبلغ المَالُ المسْروق مايُخصّ كلُ واحدٍ منهم رُبْعَ دينارٍ, ولو اشْتَركوُا في قَتل نفْس واحدةٍ كانوا مقتولين بها.
(١٠)(باب العَفْو في الخَطَأِ بعدَ المَوتِ)
١٢٠٥/ ٦٨٨٣ - قال أبو عبدالله: حدَّثني محمدُ بنُ حَرْب قال: حدَّثنا أبو مَرْوان- يَحْيى بنُ أبي زَكَرِبَّا الواسِطي, عن هِشام, عن عُروةَ, عن عائشة قالت: صرخ إبليس يومَ أحد في النَّاس: ياعبادَ الله أُخْراكُم, فرجعت أولاهُم على أخراهم,