١١٢٥/ ٦١١٦ - قال أبو عبد الله: حدثنا يحيى بن يوسف قال: أخبرنا أبو بكر, عن أبي حصين, عن أبي صالح, عن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: / أوصني. قال: لا تغضب, فردد مرارًا قال: لا تغضب.
معنى قوله: لا تغضب, هو أن يحذر أسباب الغضب وأن لا يتعرض للأمور التي تجلب عليه الضجر فتغضبه. فأما نفس الغضب, فطبع في الإنسان لا يمكنه نزعه وإخراجه من جبلته وقد يكون معنى قوله: لا تغضب, أي: لا تفعل ما يأمرك به الغضب ويحملك عليه من القول والفعل.
وقد قيل: أن أعظم أسباب الغضب الكبر, وإنما يغضب الإنسان لما يتداخله من الكبر عندما يخالف في أمر يريده أو يعارض في شيء يهواه, فيحمله الكبر على الغضب لذلك, فإذا تواضع وذل في نفسه ذهبت عنه عزة النفس وماتت سورة الغضب, فسلم بإذن الله من شره.