٣٦٨/ ١٦٦٤ - قال أبو عبد الله: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، سمع محمد بن جبير، عن أبيه، جبير بن مطعم، قال: أضللت بعيرا لي، فذهبت أطلبه يوم عرفة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة فقلت: هذا والله من الحمس، فما شأنه ههنا؟
الحُمْس: قريش، وكانت تقف بجَمْع، لا تخرج من الحرم، وتقول: لا نخلي الحرم، ولا نقف إلا فيه، وسُموا حمسا لتشددها في أمر دينها. والحماسة: الشدة، وفي صنيعهم ذلك نزل قوله تعالى:{ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} أي: من عرفة، وفي ضمنه الأمر بالوقوف بعرفة لأن الإفاضة -ومعناها التفرق والانتشار- إنما يكون عن اجتماع قبله في مكان.