عصاهم فقد عصى أمره، ليطاوعوا الأمراء الذين كان يوليهم، فلا يستعصوا عليهم.
قلت: وإذا كان إنما وجبت طاعتهم لطاعة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فخليق أن لا يكون طاعة من كان منهم مخالفا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيما يأمره به واجبة.
وفي قوله (وإنما الإمام جنة) كالدليل على ما ذهب إليه أبو حنيفة، وأن من أطاعهم في أمر، ثم تبين له خطأهم فيما أمروه من ذلك انه معذور، وأن التبعة على الآمر، وهو شبيه بما قاله الشعبي.
وفي وجه آخر: وهو أن يكون أراد أنه جنة في القتال، وفيما يكون منه في أمره دون غيره.
وأما قوله:(فإن أمر بتقوى وعدل كان له بذلك أجر، وإن قال بغيره كان عليه منه).
فمعنى (قال) هاهنا (حكم). يقال: قال الرجل، واقتال: إذا حكم. ويقال: إنه مشتق من اسم القيل، وهو الملك الذي ينفذ قوله وحكمه.