فأما ما يتعلق من أمره صلى الله عليه وسلم بالنبوة، فقد/ عصمه الله في ذلك، وحرس وحيه أن يلحقه الفساد والتبديل، وإنما كان يخيل إليه من أنه يفعل الشيء ولا يفعله في أمر النساء خصوصا، وفي إتيان أهله قصرة، إذا كان قد أخذ عنهن بالسحر، دون ما سواه من أمر الدين والنبوة، وهذا من جملة ما تضمنه قوله عز وجل:{فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه} الآية. فلا ضرر إذن مما لحقه من السحر على نبوته، ولا نقص فيما أصابه منه على دينه وشريعته، والحمد الله على ذلك.
وقوله: ألا تنشرت، فإن النشرة معروفة، وهي ضرب من علاج المصاب بمس الجن، وعمل السحر، ينشر به ذلك القارض تنشيرا، وقد يجلل صاحبه بصبوب من مياه مختلفة المواضع، ينفث فيه، ويرقى به، وقد كرهه غير واحد من العلماء.