كل واحد /منهما يقول: إذا لم أشكُّ أنا ولم أُرتب في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى فإبراهيم أولى بأن لا يشكَّ فيه وأن لا يرتاب, وفيه الإعلام أن المسألة من قِبَل إبراهيم لم تعرض من جهة الشك , لكن من قِبَل طلب زيادة العلم واستفادة معرففة كيفية الإحياء ,والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية مالا تجده بعلم الآنيَّة والعلم في الوجهين حاصل والشك مرفوع. وقد قيل: إنما طلب الإيمان بذلك حسًّا وعياناً لأنه فوق ماكان عليه من الاستدلال والمُستدلُّ لا يزول عنه الوساوس والخواطر. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ليس الخبر كالمعاينة",وحُكِىَ لنا عن ابن المبارك في قوله:(ولكن ليطمئن قلبي) قال: ليرى من أدعوهم إلى طاعتك منزلتي منك ومكاني فيجيبوني إلى طاعتك.
وقوله:"لو لبثثُ في السجن طول مالبث يوسف لأجبت الداعي",يريد بذلك قوله:(ارجع إلى ربك فاسأله مابال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) , فلم يُسرع الإجابة إلى الخروج حين أُذن له في ذلك لئلا يكون سبيله سبيل المُذنب يُمنُّ عليه بالعفو, وأراد أن يُقيم الحُجَّة عليهم في حبسهم إياه ظُلماً, فأراد رسول الله