مدرك البصر , ولو أحبّ الله أن تكون معجزات نبيّه عليه السلام أموراً واقعةً/ تحت الحسِّ قائمةً للعيان حتى يشترك في معاينته الخاصة والعامة لفعل ذلك ولكنه سبحانه قد جرت سُنَّته بالهلاك والاستئصال في كل أمّة أتاها نبيُّها بآيةٍ عامة يُدركها الحسُّ فلم يؤمنوا بها وخصَّ هذه الأمة بالرحمة فجعل آية نبيها التي دعاهم إليها وتحدَّاهم بها عقليَّة , وذلك لما أُتوُه من فضل العقول وزيادة الأفهام ولئلا يهلكوا فيكون سبيلهم سبيل من هلك من سائر الأمم المسخوط عليهم المقطوع دابرهم , فلم يبق لهم عين ولا أثرٌ والحمد لله على لطفه بنا وحسن نظره لنا وصلى الله على نبيه المصطفى وعلى آله وسلم كثيراً.