قلت: أما وجه القراءة بتخفيف الذال في قوله: {كُذِبوا} فمعناه: "حتى إذا استيأس الرسل" من إيمان قومهم وتصديقهم إياهم وظن قومهم أنهم قد كُذبوا فيما وعدوا والرسل لا تظن ذلك، وهو قراءة عاصم وحمزة والكسائي بتخفيف الذال.
وأما قراءة عائشة بتشديد الذال، فمعناه: حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم وخافوا أن يكون من معهم قد ارتابوا، فلا يصدقونهم، ومعنى الظن في هذا ضد اليقين على مذهبها.
وذهب أصحاب المعاني من المتأخرين إلى أن الظن هاهنا اليقين، والمعنى: حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم وعلموا أن القوم قد كذَّبوهم، فلا يصدقونهم ولا يؤمنون بهم جاءهم النصر.