في تصغير الأثواب، وقد يلزم هذا كل من رأى رسول الله عليه وسلم وشاهده / من طريق الانتماء إليه، ولم يرد به خواص أصحابه الذين لزموه وعُرفوا بصحبته، فقد صانهم الله وعصمهم من التغيير والتبديل. وليس معنى الارتداد على الأعقاب الرجوع عن الدين والخروج عن الملمة [الملة]، إنما هو التأخر عن بعض الحقوق والتقصير فيها، ولم يرتد أحد من الصحابة بعده والحمد لله وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب مثل عيينة بن حصن جيء به أسيرا إلى أبي بكر، فجعل ولدان المدينة يطعنون في كَشحه ويقولون له: ارتددت، فكان يقول: ما ارتددت ولم أكن أسلمت، وجيء بالأشعث بن قيس فأطلقهما ولم يسترقهما وإنما كان هؤلاء من المؤلفة قلوبهم ممن لا بصيرة لهم بالدين ولا معرفة لهم بأحكامه وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين، رضوان الله عليهم أجمعين.