قلت: وقد كان لهم في ذلك شركاء من الصحابة وإن كان هؤلاء أشد اشتهارا به وأكثر تجريدا للعناية بقراءته، ومما يبين ذلك أن أصحاب القراءات من أهل الحجاز والشام والعراق، وكل منهم قد عزا قراءته التي اختارها إلى رجل من الصحابة قرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يستثن من جملة القرآن شيئا، فأسند عاصم قراءته إلى علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما.
وأسند عبدالله بن كثير قراءته إلى أبي بن كعب وكذلك أبو عمرو بن العلاء يسند قراءته إلى أبي.
وأما عبدالله بن عامر فإنه أسند قراءته إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وكل هؤلاء يقولون قرأنا على النبي صلى الله عليه وسلم وأسانيد هذه القراءات متصلة ورجالها ثقات وهذا مما يبين لك أن جمع القرآن كان متقدما لزمان أبي بكر رضي الله عنه، وإنما جمع أبو بكر القرآن في الصحف والقراطيس وحوَّله إلى ما بين