رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي/ وقال للنار: إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها. فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا. وأما الجنة: فإن الله ينشئ لها خلقا.
هكذا قال: فلا تمتلئ حتى يضع رجله على تعليق الإضافة وهذه جملة ما أورده أبو عبد الله في كتابه من ذكر القدم والرجل ومخارجها في الرواية كما ترى، إما صريح الإضافة من غير رفع وإما رفع من غير تصريح بالإضافة، فيشبه أن يكون من ذكر القدم والرجل وترك الإضافة، إنما تركها تهيبا لها وطلبا للسلامة من خطأ التأويل فيها.
وكان أبو عبيد- وهو أحد أئمة أهل العلم- يقول: نحن نروي هذه الأحاديث ولا نريغ لها المعاني ونحن أحرياء بأن لا نتقدم فيما تأخر عنه من هو أكثر علما وأقدم زمانا وسنا، ولكن الزمان الذي نحن فيه قد جعل أهله حزبين: منكر لما يروى من نوع هذه الأحاديث رأسا، ومكذب به أصلا، وفي ذلك تكذيب العلماء الذين رووا هذه الأحاديث وهم أئمة الدين ونقلة السنن والوسائط بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، والطائفة الأخرى مسلمة للرواية فيها ذاهبة في تحقيق الظاهر منها مذهبا يكاد يفضي بهم إلى