قال أبو عبيد: وقولها: لا يولج الكف ليعلم البث. قال: أحسبها كان بجسدها عيب تكتئب به لأن البث هو الحزن وكان لا يدخل يده في ثوبها ليمس ذلك العيب تصفه بالكرم.
قلت: ليس وجه الكلام ما ذهب إليه أبو عبيد وإنما شكت قلة تعهده إياها، واستقصرت حظها منه. تقول: إنه يتلفف منثئيا عنها إذا نام ولا يقرب منها فيولج كفه داخل ثوبها فيكون منه إليها ما يكون من الرجل إلى أهله. ومعنى البث: ما تضمره المرأة من الحزن على عدم الحظوة منه ولا معنى لما توهمه من الداء بجسدها فيتأول ترك التفقد منه لذلك على معنى الكرم، وذلك أن (أول) الكلام ذم واستلام، فكيف يكون آخره مدحا ووصفا له بالكرم.
وقول السادسة: زوجي غياياء أو عياياء/ طباقاء, قال أبو عبيد: أما غياياء- بالغين- فليس بشيء إنما هو عياياء- بالعين- والعياياء من الإبل الذي لا يضرب ولا يلقح وكذلك هو في الرجال. قال: والطباقاء: الغبي الأحمق الفدم.