فازدرته هذا الازدراء وسمَّته لذلك حَبَرْكا: وهو المتناهي في الضعف والوهن؛ إذ كان من صِفتِه عندها ضعف الشَّبر, ومعنى الشبر النكاح. ودعا/ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ حين بَنَى بفاطمة -رضي الله عنهما- فقال: بارك الله في شَبْركما. ولما تنافر عامر وعلقمة قال أحدهما لصاحبه: أنا ولود وأنت عاقر وأنا عفيف وأنت عاهر, فتمدَّح بأولاده, كما تمدّح بالعِفّة وذمَّه بالعُقْر, كما ذمَّه بالعُهر والفجور وكان قلَّة الرُّزءِ من الطعام والاجْتِزاء بالعُلْقة من ذلك والاكتفاء باليسير منه في مذهب الحَمْد عِندهم والثناء والمدْح به مضاهيًا لمذْهَبِهم في المدحِ بالقوَّة على النكاح وكثرة النَّسل والوِلادِ