ومعنى قوله: لا تدخلوه, أي: ليكون أسكن لنفوسكم وأطيب لعيشكم.
والنوع الآخر منه: ما كان مثل الجُذام ونحوه, فإن المجذوم تشتد رائحته حتى يتضرر به من أطال مجالسته ومؤاكلته وربما نزع ولده إليه ولذلك جعل للمرأة الخيار إذا وجدت الزوج مجذومًا. وقد ذهب بعضهم في معنى ذلك إلى أنه إنما أمره بالفرار منه لأنه إذا رآه صحيح البدن سليمًا من الآفة التي به عظمت حسرته على ذلك واشتدَّ أسفه ما ابتلي به ونسي سائر نعم الله عليه, فأمر بالفرار منه لئلا يكون سببًا للزيادة في محنة أخيه وبلائه.
وأما الهامة: فإنما أراد بها إبطال قول أهل الجاهلية في أن عظام الموتى تصير هامة فتطير وكانوا يسمون ذلك الطائر: الصدى وكان ذلك من ترهاتهم وأباطيلهم.
وأما قوله: ولا صفر, فقد اختلفوا في تفسيره فقال بعضهم: هو حيةٌ تكون في البطن تصيب الماشية/والناس. قال: وهي أعدى من الجرب.