الإسلام وإن كان نصرانيا رده على ساعيه، وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا.
قلت: ذكر أبو عبيد هذا الحديث في كتابه وفسره قال: قوله: جذر قلوب الرجال. الجذر: الأصل من كل شيء. قال: والمجل: أثر العمل في الكف، يعالج بها الإنسان الشيء حتى يغلط جلدها. يقال: مجلت ومجلت يده. وأما المنتبر، فالمنتط قال: وتأوله بعض الناس على بيعة الخلافة. وهذا خطأ في التأويل وكيف يكون على بيعة الخلافة وهو يقول: لئن كان نصرانيا رده على ساعيه، فهل يبايع النصراني؟ قال: وإنما مذهبه فيه أن أراد مبايعة البيع والشراء، إنما ذكر الأمانة وأنها قد ذهبت من الناس، يقول: فلست أثق اليوم بأحد أئتمن على بيع ولا شراء إلا فلانا وفلانا.
وقوله: رده على ساعيه: يعني الوالي الذي عليه يقول: ينصفني منه إن لم يكن له إسلام وكل من ولي شيئاً على قومٍ فهو ساعٍ عليهم وأكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة: هم السعاة.