قلت: هكذا رووه لنا وتاملت النسخ المسموعة من أبى عبد الله من طريق حماد بن شاكر وإبراهيم بن معقل والفربري، فإذا كلها متفقة على نحو واحد باللام ونون.
فاما النون فهو الحوت على وفاق ما فسر في الحديث.
واما باللام فإنه شيء مبهم وقد دل الجواب من اليهودي على أنه اسم للثور وهو ما لم ينتظم لم يصح أن يكون على التفرقة اسماً لشيء، فيشبه أن يكون اليهودي أراد أن يعمى الاسم، فقطع الهجاء وقد احد الحرفين فقال: يالام وإنما هو في حق الترتيب لام ياء هجاء: لأي على وزن لعا، أي ثور.
يقال للثور الوحشي اللأى، وجمعه الآلاء، فصحف فيه الرواة فقالوا: باللام-بالباء- وإنما هو يالام بحرف العلة وكتبوه بالهجاء المضاعف، فأشكل واستبهم كما ترى وهذا أقرب ما يقع لي فيه إلا أن يكون ذل بغير لسان العرب، فإن المخبر به يهودي، فلا يبعد أن يكون إنما عبر عنه بلسانه، ويكون ذلك في لسانهم بلا وأكثر العبرانية فيما يقوله أهل المعرفة بها مقلوب عن لسان العرب-بتقديم الحروف وتأخيرها- وقد قيل: إن العبراني هو العرباني، فقدموا